نحن هنا في الجبة، وهي موقع رائع للنحت على الصخرموجودة على هامش صحراء النفود الكبرى في شمال المملكة العربية السعودية. البيئة في جبة اليوم تعتبر هامشية جدا بالنسبة لوجود الإنسان، لإنها جافة جدا، و ساخنة خلال معظمالسنة. ولكن هذه نقوش تبين لنا أن البيئة لم تكن على هذا الحال دائما.

في الواقع ، وعلى هذه الصخرة هنا، لدينا سلسلة من النقوش تظهر لنا ، ليس فقط الثقافات الإنسانية المختلفة التي كانت هنا ، ولكن تظهر لنا أيضا سلسلة متنوعة من الحيوانات والنباتات والنظم الايكولوجية التي سكنت في هذه المنطقة. على سبيل المثال، وبالكاد يمكنك ان تفهم من هذا النحت على هذه الصخرة بسبب مرور آلاف السنين عليها وقد محت معضمها ، ولكن و رغم ذلك يمكننا هنا أن نرى قرن واحد من هذه البقرة البرية.هنا يمكننا أن نرى الرأس ، وهذا القرنالثاني هنا، وهذا هوجسمها هنا.

هذه الأبقار والماشية البرية هي حيونات أكثر نموذجية في هذه الفترة الزمنية في أوراسيا، وفي أوروبا الغربية ، وكل الأماكن الأكثر رطوبة من جبة اليوم.
ولذلك فهذا الحيوان، وغيره من الحيونات الموجودة في الاماكن الحفرية الأخرى ، حيوانات مثل الأنواع المختلفة من الغزلان والماعز والوعل و كل المخلوقات من هذا القبيل ، تشير إلى بيئة قديمة أكثر دفئا بكثير، عذرا، تشير إلى أن البيئة القديمة كانت أكثربرودة ورطوبة في جبة .

فرض هذا الجمل المنحوت على الصخرعلى هذا النحت للبقر الوحشي . نحن نعرف أن هذه الجمل هو من في وقت لاحق لاءن مخططه هو مفروض على جزء من البقرة البرية المنحوتة. نقوش الابل هي نقوش مرتبطة بالنقوش الثمودية الموجودة هنا أسفلها بقليل، والتي يمكن تأريخها إلى حوالي 1500-1000 قبل الميلاد.

ولهذا فما لدينا هنا هو إشارة إلى فترة سابقة أكثر رطوبة عندما الماشية والماعز والغزلان سكنت هذه المنطقة ، و بعد هذه الفترة ، توجد فترة زمنية أكثر جفافا وهي الفترة التي عاش فيها الجمال والبدو الذين كتبوا بالكتابات البدوية القديمة. لذا و هنا، في مكان واحد، لدينا مثال على تغيير الثقافات والبيئات على مدى آلاف السنين.